طباعة

 *هادي المياح | العراق

 

‎دخل الحمام مهرولاً ، متضايقاً من جسمه ونفسه، وملابسه.. الجو في الخارج خانق جداً .. في الشارع ، داخل السوق، الكثير من المضايقات امتزجت بالهواء والتنفس.. كانت عربات الحمل الخفيفة تمر بالقرب منه دون انقطاع. في كل لحظة تمر عربة..وفي كل مرة يسمع صوت طفل يصيح وراءه :


‎انتبه خلفك عربة.
‎اصطدم بالمرأة التي أمامه.. التفتت اليه بغضب.. كانت عيناها زرقاوين بلون البحر.. سمعها تقول:
‎-هل انت أعمى؟
‎فبدا له البحر كأنه قد هاج.
‎راح يتمتم مع نفسه:
‎-البحر من أمامكم والعدو من خلفكم !
‎سمعته المرأة فقالت:
‎-في البحر يعيش سمك القرش!
‎ارعبه ما سمع..وتنامى عنده شعور بالتهديد.. انحرفَ قليلا ًمبتعداً، ليغيّر مساره .. صدمتهُ الحافة الأمامية لعربة بساقه، وداست على قدمه.. تأوه بشدّة وانحنى الى الارض.. تابعتْ عيونه العربة، ..تحسسّ قدمه المتورمة بأصابعه .. الالم شديد جداً.. لاحظتْ المرأة ذلك..تغيرتْ نظرتها قليلاً منه.. تكسرتْ بعض الموجات .. صار الألم خفيفاً بعض الشيء.. وبدا له الورم أقل من السابق .. كفّ عن متابعة العربة، والتصقتْ عيونه بالمرأة من جديد.
‎مررّ أصابعه خلال تيار الماء المتساقط من الدش.. شاهد زرقة عيون المرأة تموج فيه.. وكان الماء الساخن يغمر أصابعه .. عمد الى وضع كفيّه أسفل الدش، فتشكل أمامه وجه المرأة وعينيها.. وفمها المكوَّر الصغير يكبر بالتدريج ..
‎شعر بشيء من الخوف، فثمة فم  كبير مفتوح تراءى له، وقد امتلأ باسنان،  تشبه اسنان القرش !

***

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
‪‪@elfaycalnews‬‬
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

 

آخر تعديل على الجمعة, 23 شباط/فبراير 2018

وسائط