wrapper

الجمعة 26 أبريل 2024

مختصرات :

هكذا كما جاء في أواخر ماي خبر تعيين ‫"‬ تبون‫"‬ وزيرا أولا خلفا لـ ‫"‬ السلاّل‫"‬ ـ السرّاق ـ مفاجئا، تنحيته أيضا كانت أكثر من المفاجأة بحكم سرعتها حيث لم يدم الرجل في منصبه لأكثر من 3 أشهر ‫!‬ اعتقد الرجل بأن بإمكانه إنقاذ ثقة المواطن الجزائري في سياسيه و استرجاع نسبة منها من خلال الإعلان حقا عن إجراءات تُقلص من سياسة التبذير و الفساد، و الكل يعرف إذا تحدثنا عن الفساد و هي الرياضة المحبذة لدى الجزائريين و حكامهم ؛

فمن المنطقي في حدود ‫"‬ الضيعة المملوكة‫"‬ لأشخاص كالجزائر أن تكون العلاقة مرتبطة بالمافيا السياسية المالية و ارتباطها الوثيق التاريخي أيضا‫.‬ إعلانات و إجراءات تبون الإصلاحية فيما يتعلق الواردات الباهظة الثمن و تأطير دفتر الاحتياجات بشكل موضوعي في السوق الاستهلاكية و الاقتصاد الجزائريين تمس أكثر من جهة نافذة و مرتبطة بالنظام نفسه الذي يغسل غسيله ـ الذي لا ينظف أبدا ـ في كل مرة و محاولا نشره على ‫ـ حبل ـ بوتفليقة المسكين القعيد ، هذا الأخير تمت " موميئته " و تحنيطه منذ 2014، و ما زال الرجل رغم غيبوبته التامة عن حقيقة ما يحدث في كواليس الحكم المُدار من قبل شقيقه و زمرته من رجال الأعمال و بعض الجنرالات الموالين و بعض الساسة المُسوّسين و عديمي الضمير ، فإن الفريق الجشع في استغلال الشعب و خيرات الوطن ما زال يمتلك سلطة " المِقْوَد" الأساسي حيث يوجه الجزائر كَعَرَبةٍ بمُحرّكات مهترئة أنى شاءت أهواءهم الإجرامية في حق هذه الأمة! .. لا يهم تنصيب " تبون" أو تنحيته، لأنه لا يمثل شيئا بالنسبة لمعادلة الاستحواذ اللادستوري على خيرات و مصالح الوطن داخليا و خارجيا ، فتبون في حقيقة الأمر ما هو إلا رقما من أرقام النظام الاحتياطية الاعتيادية التاريخية التي يستعملها منذ زمن في تغيير الديكور بالأدوات و الوجوه نفسها للضحك على الذقون و مواصلة سياسة الهروب بثروات البلاد و استغلالها لجماعات نافذة حد نخاع هذه " الدولة الموزية" و على سبيل الذكر لا الحصر " شكيب خليل" الذي برأه هذا النظام من كل متابعة في دولة ‬كارتونية ‫قيل عنها دولة القانون ، و القانون فوق الجميع ، الجميع هنا تعني الضعفاء ‬و المساكين ؛ ‫حتى نكون متفقين ، بينما يموت الصحفي في السجن !‬ أما أويحيى فهو لم يترك الحكم حتى نقول عنه قد أُعيد استخلافا للمنزوع و المغضوب عليه ـ رسميا ـ ألا و هو ‫"‬ تبون‫"!‬أويحيي هو الرقم المهم الذي يراهن دائما عليه النظام الجزائري منذ التسعينيات الذي لم يتغيّر لتنفيذ المهام القذرة و الشائكة‫!‬ فعكس ما قيل قبل الانتخابات الأخيرة أنه صار مغضوب عليه من قبل ‫"‬ النظام‫"‬ ، تتأكد مرة أخرى أهميته في معادلة تضليل و استغلال الرأي العام و الشعب ‫..‬ أويحيى الذي يعتبر ـ قناعة راسخة ‫"‬ دائما الشعب الجزائر‫"‬ بالكلب و وجب تجويعه حتى يكون تابعا دون شرط أو قيد، فقد رأى نظام ‫"‬السعيد بوتفليقة و شركائه كـ‫:‬ ‫(‬صديقه الأمبراطور الاقتصادي الجديد علي حداد و الأمين العام لاتحاد العمال المثير للجدل السيد عبد المجيد ـ سيد روحو ـ السعيد ، في واقع عمالي كارثي و تعيس ‫!)‬ أن المرحلة تتطلّب الاعتماد على خدمات رجل وَفيّ لكل مؤامرات النظام و لا أحد يعلو على خبرة أحمد أويحيى ، إذ أن الرئاسة لم تتأخر في التنويه عن عدم رضاها للتوجه الذي اعتمده ارتجالا و توهما بالسلطة المطلقة رئيس الحكومة الجديد ‫"‬ تبون‫"‬ إزاء بعض القضايا الإقتصادية المهددة لمصالح البزنسة لأصدقاء النظام كـ ‫"‬حداد‫"‬ و أخواته و إخوانهم، بالإضافة حسب بعض التسريبات ، فإن زمرة ‫"‬ السعيد بوتفليقة ‫"‬ الحاكمة لم تهضم لقاء تبون في العاصمة الباريسية رئيس الحكومة الفرنسية في لقاء غير رسمي ‫!‬
*
‎نعتقد أن كل ما يحدث في الآونة الأخيرة بدءا من الحرائق المندلعة في كامل التراب الوطني و اتلاف الثروة الغابية للبلاد بشكل كارثي و غريب لأول مرة في تاريخ الحرائق بالجزائر يؤكد أن سياسة الأرض المحروقة قد تم الشروع في تطبيقها منذ زمن، فإلى أيّ وجهة سيولي رأسه الشعب و الرأي العام إلى الحدود الكبيرة العظيمة التى يهددها اختراق الإرهاب الداعشي و كل فصائل التخريب و الفتنة أو إلى غلاء المعيشة و انعدام القدرة الشرائية و استفحال الفقر و أسعار البترول التي لا تعرف الثبوت و لا الاستقراء أو إلى الدخول الاجتماعي أو إلى الحرب الدائرة داخل النظام للوصول إلى شخصية بارعة في ‫"‬ تجويع الكلاب ‫"‬ لتدقن ولاءها و تضمن تبعيتها، شخصية تضمن الوفاق بين كل العصابات المتنافسة ‫"‬المال ـ سياسية العسكرية‫"‬ و تضمن مصالحها بعد الإعلان الرسمي عن انتهاء دور ‫"‬ المومياء‫"‬ أو الرئيس المحنّط رغما عنه‫!‬
*
‎تبون أو سلال أو أويحيى فهذه كلها استعارات المؤامرة الكبرى على الشعب أو فصول من مسرحية محكمة التأليف منذ بداية العهدة الرئاسية الأخيرة خصوصا ، عهدة بلا رئيس دون كامل قواه العقلية و الجسدية ‫!‬ كل هذا لا يهم، لأن هناك من خوّل لنفسه رغم أنف الشعب أحقية التحدث باسم الرئيس المريض و أحقية إصدار البيانات و القرارات الرئاسية المهمة باسمه‫.‬ اليوم الذي يصلون فيه إلى كل مآربهم سوف يُعتِقون روح و جسد ‫"‬ عبد العزيز بوتفليقة‫"‬ الذي صار منذ مرضه رهينة المحيطين به و مقربيه‫!‬ الآن تأكدت أن ‫"‬ لقمان‫"‬ لم تكن داره في بلاد ‫"‬ النوبة‫"‬ ‫(‬ السودان‫)‬ و إنما كانت الجزائر‫..‬ الدار على حالها بلا حكماء‫ يخلصون البلاد من هذا الورم ، أو يُنتظر عندما تتمرّد الكلاب الجائعة و تُصاب بـ " الكَلَب" و تنفجر ثورة الكلاب المسعورة! ‬

*لخضر خلفاوي | باريس

(مدير التحرير، مسؤول النشر)


‎ـــــــ لمساعدة الوزراء على فهم المفردة ؛ أولئك الذين لا يفهمون اللغة الوطنية :
‎ـ مسعور‫:‬ الحريص على الأكل و إن امتلأ بطنه‫.‬
ـ كلبُ مسعور ‫:‬ مصاب بداء السُّعار ‫(‬ الكلَب‫)
‎ـ مسعور ‫:‬ مجنون

آخر تعديل على الخميس, 17 آب/أغسطس 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :