فمن المنطقي في حدود " الضيعة المملوكة" لأشخاص كالجزائر أن تكون العلاقة مرتبطة بالمافيا السياسية المالية و ارتباطها الوثيق التاريخي أيضا. إعلانات و إجراءات تبون الإصلاحية فيما يتعلق الواردات الباهظة الثمن و تأطير دفتر الاحتياجات بشكل موضوعي في السوق الاستهلاكية و الاقتصاد الجزائريين تمس أكثر من جهة نافذة و مرتبطة بالنظام نفسه الذي يغسل غسيله ـ الذي لا ينظف أبدا ـ في كل مرة و محاولا نشره على ـ حبل ـ بوتفليقة المسكين القعيد ، هذا الأخير تمت " موميئته " و تحنيطه منذ 2014، و ما زال الرجل رغم غيبوبته التامة عن حقيقة ما يحدث في كواليس الحكم المُدار من قبل شقيقه و زمرته من رجال الأعمال و بعض الجنرالات الموالين و بعض الساسة المُسوّسين و عديمي الضمير ، فإن الفريق الجشع في استغلال الشعب و خيرات الوطن ما زال يمتلك سلطة " المِقْوَد" الأساسي حيث يوجه الجزائر كَعَرَبةٍ بمُحرّكات مهترئة أنى شاءت أهواءهم الإجرامية في حق هذه الأمة! .. لا يهم تنصيب " تبون" أو تنحيته، لأنه لا يمثل شيئا بالنسبة لمعادلة الاستحواذ اللادستوري على خيرات و مصالح الوطن داخليا و خارجيا ، فتبون في حقيقة الأمر ما هو إلا رقما من أرقام النظام الاحتياطية الاعتيادية التاريخية التي يستعملها منذ زمن في تغيير الديكور بالأدوات و الوجوه نفسها للضحك على الذقون و مواصلة سياسة الهروب بثروات البلاد و استغلالها لجماعات نافذة حد نخاع هذه " الدولة الموزية" و على سبيل الذكر لا الحصر " شكيب خليل" الذي برأه هذا النظام من كل متابعة في دولة كارتونية قيل عنها دولة القانون ، و القانون فوق الجميع ، الجميع هنا تعني الضعفاء و المساكين ؛ حتى نكون متفقين ، بينما يموت الصحفي في السجن ! أما أويحيى فهو لم يترك الحكم حتى نقول عنه قد أُعيد استخلافا للمنزوع و المغضوب عليه ـ رسميا ـ ألا و هو " تبون"!أويحيي هو الرقم المهم الذي يراهن دائما عليه النظام الجزائري منذ التسعينيات الذي لم يتغيّر لتنفيذ المهام القذرة و الشائكة! فعكس ما قيل قبل الانتخابات الأخيرة أنه صار مغضوب عليه من قبل " النظام" ، تتأكد مرة أخرى أهميته في معادلة تضليل و استغلال الرأي العام و الشعب .. أويحيى الذي يعتبر ـ قناعة راسخة " دائما الشعب الجزائر" بالكلب و وجب تجويعه حتى يكون تابعا دون شرط أو قيد، فقد رأى نظام "السعيد بوتفليقة و شركائه كـ: (صديقه الأمبراطور الاقتصادي الجديد علي حداد و الأمين العام لاتحاد العمال المثير للجدل السيد عبد المجيد ـ سيد روحو ـ السعيد ، في واقع عمالي كارثي و تعيس !) أن المرحلة تتطلّب الاعتماد على خدمات رجل وَفيّ لكل مؤامرات النظام و لا أحد يعلو على خبرة أحمد أويحيى ، إذ أن الرئاسة لم تتأخر في التنويه عن عدم رضاها للتوجه الذي اعتمده ارتجالا و توهما بالسلطة المطلقة رئيس الحكومة الجديد " تبون" إزاء بعض القضايا الإقتصادية المهددة لمصالح البزنسة لأصدقاء النظام كـ "حداد" و أخواته و إخوانهم، بالإضافة حسب بعض التسريبات ، فإن زمرة " السعيد بوتفليقة " الحاكمة لم تهضم لقاء تبون في العاصمة الباريسية رئيس الحكومة الفرنسية في لقاء غير رسمي !
*
نعتقد أن كل ما يحدث في الآونة الأخيرة بدءا من الحرائق المندلعة في كامل التراب الوطني و اتلاف الثروة الغابية للبلاد بشكل كارثي و غريب لأول مرة في تاريخ الحرائق بالجزائر يؤكد أن سياسة الأرض المحروقة قد تم الشروع في تطبيقها منذ زمن، فإلى أيّ وجهة سيولي رأسه الشعب و الرأي العام إلى الحدود الكبيرة العظيمة التى يهددها اختراق الإرهاب الداعشي و كل فصائل التخريب و الفتنة أو إلى غلاء المعيشة و انعدام القدرة الشرائية و استفحال الفقر و أسعار البترول التي لا تعرف الثبوت و لا الاستقراء أو إلى الدخول الاجتماعي أو إلى الحرب الدائرة داخل النظام للوصول إلى شخصية بارعة في " تجويع الكلاب " لتدقن ولاءها و تضمن تبعيتها، شخصية تضمن الوفاق بين كل العصابات المتنافسة "المال ـ سياسية العسكرية" و تضمن مصالحها بعد الإعلان الرسمي عن انتهاء دور " المومياء" أو الرئيس المحنّط رغما عنه!
*
تبون أو سلال أو أويحيى فهذه كلها استعارات المؤامرة الكبرى على الشعب أو فصول من مسرحية محكمة التأليف منذ بداية العهدة الرئاسية الأخيرة خصوصا ، عهدة بلا رئيس دون كامل قواه العقلية و الجسدية ! كل هذا لا يهم، لأن هناك من خوّل لنفسه رغم أنف الشعب أحقية التحدث باسم الرئيس المريض و أحقية إصدار البيانات و القرارات الرئاسية المهمة باسمه. اليوم الذي يصلون فيه إلى كل مآربهم سوف يُعتِقون روح و جسد " عبد العزيز بوتفليقة" الذي صار منذ مرضه رهينة المحيطين به و مقربيه! الآن تأكدت أن " لقمان" لم تكن داره في بلاد " النوبة" ( السودان) و إنما كانت الجزائر.. الدار على حالها بلا حكماء يخلصون البلاد من هذا الورم ، أو يُنتظر عندما تتمرّد الكلاب الجائعة و تُصاب بـ " الكَلَب" و تنفجر ثورة الكلاب المسعورة!
*لخضر خلفاوي | باريس
(مدير التحرير، مسؤول النشر)
ـــــــ لمساعدة الوزراء على فهم المفردة ؛ أولئك الذين لا يفهمون اللغة الوطنية :
ـ مسعور: الحريص على الأكل و إن امتلأ بطنه.
ـ كلبُ مسعور : مصاب بداء السُّعار ( الكلَب)
ـ مسعور : مجنون