طباعة

 *كتب: لخضر خلفاوي | باريس


لكم يضحكني حال العرب ، بمجرد إعلان المجنون " ترانب" هذا الأربعاء " القدس" عاصمة لإسرائيل بدأ العويل و لطم الوجوه البئيسة حزنا على اغتصاب ما تبقى من فلسطين كرمز للصمود و النضال من أجل ربما الحصول على استرجاع بعض " الأتربة " التي هضمتها مستوطنات الكيان الصهيوني .

فالأمر ليس مهما أن تضيع القدس و بيت المقدس الشريف من أبدينا ، فشأن القدس شأن المرأة الشريفة الطاهرة التي يستغني عنها رجل ديوث لا شرف له فيهبها لرجل نذل عابر السبيل ، فاسق ، سفاح ! أنظمة العرب برمتها أنظمة لا تعرف معنى الشرف و الرجولة ، أنظمة مومسة تُمارس الدعارة مع أمريكا و إسرائيل في وضح النهار رغما عن أنف بعض الشرفاء من شعوبها! من الخطأ اذا اعتقد الشعب الفلسطيني في حسن نوايا الأنظمة العربية المخرومة المخروقة الضمير ، فكلها إما أنظمة متآمرة عليهم أو ذات مواقف " تجابنية " سلبية و غير تضامنية .. و الأدهى و الأفظع من كل هذا ؛ أن المؤامرة و الجبن تبدأ من البيت الفلسطيني و في السلطة الفلسطينية ؛ فلما أرى أبو مازن ـ بُعيد إعلان ترامب ـ يمثل دور الضحية و صاحب حق مهضوم ، أتذكر بكاءه الشديد و هو يحضر جنازة " شمعون بيريز "؛ هذا الصهيوني الذي أسس للدولة المارقة العبرية الصهيونية و انتزعت منه أرض أجداده و آبائه ! "عباس" الذي يتآمر على شعبه و الفصائل المقاومة باسم فتح و السلطة ـ تحت و فوق ـ الطاولة مع إسرائيل و أمريكا؛ شريطة أن يكون -شريكا - في المؤامرة على القضية الفلسطينية حتى لا نقول شريك " سلام " ؛ فأي سلام هذا إن كان الطرف الآخر ( الكيان الصهيوني ) اغتصب ثلاث أرباع فلسطين و سماها " إسرائيل " ؛ فمن الواقعي و المنطقي أن يغتر اليهود بهذه القوة المدعومة من قبل أمريكا و معظم عواصم الغرب في المطالبة بضم ما لم يتم ضمه للأراضي المسروقة المهضومة بالقوة !
يجب أن نكون على واقعية تامة ؛ القضية بدأت بالاستسلام و الخنوع منذ أن قرر " أنور السادات " الذهاب حبوا و متوددا إلى " الكنيست " اليهودي رمز الصهيونية العالمية و الاحتلال الغاصب عارضا ما سماه هو " السلام " .. لقد أُكلت و مُسِخَت القضية العربية و النضال الفلسطيني منذ ذلك الْيَوْمَ المشؤوم ! منذ ذلك التاريخ الموشح أو المتسخ بالعروض الانبطاحية - خوفا من تضييع كل تراب مصر و سوريا و الأردن ، عملت بعض الأنظمة العربية العميلة بامتياز و التي كانت قبل - نزع السروال لليهود المغتصبين - رمزا للمقاومة و الدفاع عن أرض المقدس و كل شبر عربي ؛ على توطيد العلاقات مع الدولة اللقيطة العبرية و صارت باسم " السلام " علاقات التطبيع ضرورة لاستمرار هذه الأنظمة العربية التي تقود شعوبا واهنة مرهونة موهونة مغلوبة على أمرها و مُرها !
• كيف لفلسطين أن تتحرر من براثن و نجس الصهيونية و دول عربية من خلال أنظمتها لها شراكات اقتصادية متينة و تبادل ثقافي و سياسي و أمني ؟
• كيف حسم هذا الخلاف العربي الإسرائيلي و في عواصم عربية ترفر " خفاقة " رايات الكيان الصهيوني اللاشرعي في فلسطين ؛ ألا يستحون ؟!
• كيف يتم تصفية الاحتلال إلى آخر شبر من الأرض المحتلة و من يمثل الفلسطينيين ( أحياء أو من ماتوا ) تدفع لهم فوق و تحت - الطاولة إسرائيل ثمن قمعهم المقاومة و الجهاد و توصيفها بالارهاب و ثمن استمرار تطبيعهم مع الكيان الصهيوني باسم " عملية السلام و التنسيق الأمني العار"؟! .
• كيف أن تنتهي متاعب أجيال من الفلسطينيين و دول عربية تتقاضى من أمريكا و إسرائيل و الاتحاد الأوروبي أموالا و إعاناتا لتنمية إقتصادها لإسكات غضب الجوعانين من شعوبها مقابل القبول بكل شروط الاحتلال الصهيوني الملقب بإسرائيل و الاستسلام لميزاجيته و ميزاجية الداعمين من الغرب !؟
• مازال " عباس" عبوس المواقف يصف أمريكا بـ" راعية السلام " و يلومها بإهدائها القدس لليهود الصهاينة و هو يدرك جيدا أن أمريكا لم ترع سلاما في حياتها و كانت سببا في كثير من المصائب في كل بقعة من الأرض ، آسيا ، الشرق الأوسط، أمريكا الجنوبية ... أمريكا راعية فعلا للسلام ، لكن ليس السلام الذي يوقف الكيان الصهيون عند حده ، السلام الذي يقصده أبو مازن هو سلام و سلامة " الشركاء" في بيع الفلسطينين و ذبحهم من طرف إسرائيل و أنظمة خائنة و سلطة فلسطينية رهينة الابتزاز مقابل ديمومة وجودها على رأس التمثيل الفلسطيني في المحافل الدولية للمؤامرات على الشعب الفلسطيني اللاجئ على أرضه و في كل أنحاء المعمورة !
• كيف للقضية الفلسطينية أن تنتصر و في السعودية ـ عائلة مالكة ـ ممسوخة تدفع لأمريكا المئات من المليارات من أجل حمايتهم من أي حركة ثورية ناقمة على الفساد الكبير في أرض الوحي و الرسالة. قالها ترامب ـ للتذكير ـ قبل انتخابه (2015) و بعد انتخابه (2016) و عشية زيارته للسعودية (2017) ـ "نحن على اتفاق مع السعودية بطلب منها لحمايتهم ( الأسرة المالكة) و هم يجنون من البترول كل يوم مليار دولار، و نحن نرى أنه لنا الحق في المطالبة بمال كثير من السعودية لكي نستمر في حماية ـ الأسرة المالكة ـ ، سأذهب إليهم و سآتي بهذا المال.. من حق الولايات المتحدة أن تستنفع بهذا و تدفع لها السعودية المال الكثير ، لدفع التنمية …." و فعلا تمّ له ذلك بإيهام الرأي العام السعودي و العربي أنه تم توقيع اتفاقيات و عقود و … و … هم طبعا كانوا مجبرين لابتكار صيغة لتبرير أكثر من 400 مليار دولار دفعت لاتفاقيات تمويهية صورية، و في الحقيقة هي أموال دفعت غصبا و بالقوة و الابتزاز و التهديد! بينما الشعب الفلسطيني يُجوّع و يشرّد و يقتّل و يسجن و " حماة الحرمين الشريفين" يعبثون و يفسدون في الأرض و يعينون عدو الأمة الإسلامية على إخوانهم!
• كيف للشعب الفلسطيني أن يرى النور و تنصر القضية و يحسم الأمر لصالحهم و بعض جيوشنا العربية المهترئة إما تقصف شعوبها في الداخل بحجة الإرهاب أو تدمر و تقصف باسم " تحالف الجبناء " في ضرب إخوانهم في اليمن و ليبيا و سوريا و العراق!؟ هل فيكم من يجرؤ أن يقذف خرطوشة واحدة اتجاه إسرائيل نصرة لأهلنا في غزة المحاصر الأعزل، لو فعلتموها يا " كلاب إسرائيل" سأنشر اعتذارا كبيرا لشهامتكم و جرأتكم بعد هذا الانبطاح الذي دام مئة عاما !
• والله إن إعلان " ترامب" يُعد نعمة كبيرة علينا جميعا فعسى أن نكره شيئا و هو خير لنا، فهو الحد الأقصى لاستفزاز و اختبار : " لاقيمتنا" و " لارجولتنا" و " لا شهامتنا" و " لاإيماننا" و " لاإسلامنا"؛ فإذا لم تتحرك الشعوب العربية و الإسلامية لإجبار حكوماتهم على اتخاذ موقف ميداني موحد لتحرير أرض فلسطين و تطهيرها من الصهيونية المحتلة فإننا كأمة عربيةبالدرجة الأولى لا نستحق الحياة! أحلم ـ سذاجة و اعتباطا مني ـ أن يرتدي " أبو مازن " ـ بعد إعلان ترامب ـ زيا عسكريا و يلف رأسه بكوفية فلسطينية ، مغيرا لهجته و خطابه مع الشعب الفلسطيني بكل فصائله و يحثهم على الجهاد حتى النصر أو الاستشهاد ، حينها سيتحول من قائد فلسطيني ـ على فشوش ـ موضوع للديكور و المناسبات التطبيعية إلى جنرال فلسطيني عربي غاضب يقود من موقعه أو في المنفى ـ تحت الحماية من الاغتيال ـ الكفاح و النضال المسلح ضد الصهيونية فلا ينزع أبدا بدلته العسكرية إلى آخر يوم في حياته؛ ربما يرحل بشرف و بطولة .. يكون خيرا له من انتظار السماء ترسل له "طيرا أبابيلا" ترمي الإسرائليين بحجارة من سجيل! لو قبل "أبو مازن" هذا القرار سيغيّر مجرى التاريخ في فترة قصيرة و ستتوسله الدول العظمى و إسرائيل في التراجع عن موقفه خوفا من تحرك جيوش متطوعة شبانية من كل دول العالم موحدة كلها علي كلمة " الجهاد في فلسطين" لتحريرها و هذا ما لا يخدم مصالح المنبطحين في وقتنا الحالي .. الانبطاح المهين الذي لا يخدمني أنا شخصيا في عالم اليقظة. صدق من لقبوه بـ " مجنون ليبيا" الراحل معمّر القذافي ، عندما اقترح قبل سنوات من رحيله على العرب السماح لإسرائيل و قبولها كعضو في الجامعة العربية منها نحسم نهائيا هذا النزاع مادام هناك من يبيع تحت الطاولة و جهرا القضية الفلسطينية ، فهو نصحهم بالتوقف عن النفاق و ذرف دموع التماسيح باسم المعاناة الفلسطينية. لهذا قد يكون هناك اتصال ذهني بين ترامب و القذافي، قد يكون الأمر واقعي أن تكون " إسرائيل" دائمة العضوية في ـ الزبالة الجامعية العربية عاصمتها " القدس"!

*مدير التحرير مسؤول النشر ------------

ــــ

ـ طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة

https://www.facebook.com/khelfaoui2/

- Pour visiter notre page FB, cliquez sur ce lien:

 

آخر تعديل على الخميس, 11 كانون2/يناير 2018

وسائط