wrapper

الخميس 28 مارس 2024

مختصرات :

ـ كتب: عبد الكريم ساورة


‎عندما يبدأ العزف، لم نعد في حاجة للجدل، على الجميع أن ينزل من سلم الأنانية، ويخضع لقانون العزف، ويستمتع  بتراتيل المستقبل.إنها مشيئة التغيير لمن يريد أن يستمع إلى صوت الحكمة. إنه درس تاريخي للذين يُخْلِصون إلى حاسة السمع.


‎الموسيقى أدب إنساني، تجرف كل الأوساخ والتعفنات التي تكون عالقة بالأذن باعتبارها إمبراطورية شاسعة الأطراف، ولا تتوقف عند هذا الحد بل تسافر بهدوء إلى سماء الروح لتستوطن كل أرجائه المعتمة.
‎عندما نزلت جماهير 20فبراير إلى الشارع  وهي تنشد أغنية الوطن وكرامة المواطن، كمطر خفيف على بدن الدولة المتضخم وعلى عقلية الواحد المهيمن، لتغسل ماعلق بهما من أوهام التحكم وترسبات العبودية المقننة. لم يكن هناك من خيار آخر سوى هذا النزول المهذب إلى الميدان في مواجهة المتطرفين من مصاصي دماء البؤساء باسم الدولة وهيبة الدولة.
‎إن هذا الاختيار لم يكن مغامرة، وإنما هو حس ووجود تاريخي لصناعة المستقبل الذي أصبح تقامر به الفئوية المترهلة التي تقتات من سيرورة العهدين القديم والجديد وريعه الفائض. ولهذا كان الاعتقاد أكبر عند جل شباب المغرب بأن التغيير قدر لامفر منه، وأن زمن الحلم لايمكن إيقافه أو مصادرته ؟ أليس الحلم هو بداية البدايات ؟
‎هل كان ضروريا " أن يسقط الفساد" ؟ هذا من الشعارات البدائية التي بُحَتْ بها حناجر المحتجين وهناك من تعرض للضرب والاعتقال وهناك من وصف بأقدح الأوصاف وآتهم بأشد الاتهامات . أليس هذا مؤشر كبير على أن الشيطان يسكن في كل تفاصيل الدولة و أكثر من ذلك.
‎الاحتجاج هو ركن من أركان التوازن المجتمعي وسيرورته، هو جرس نبيل للنائمين على جثث المقهورين، و المحتجون هم حراس أوفياء على نبض الوطن حتى لايتوقف عن الخفقان. أما تهمة المؤامرة ومحاكمة النوايا فهو إعلان صريح عن استمرار الجراح وصناعة التطرف المضاد.
‎واليوم ، فبعد مرور سبع سنوات، فالجميع يتحدث عن انتصار المغرب، ملكا وشعبا، لما حققه من استقرار، لكن التنمية  في بعدها الديمقراطي ظلت الغائب الأكبر، وبذلك لم تعد النخب السياسية تنتج سوى التراشق بالكلمات النابية بدل النضال على تنزيل الملكية البرلمانية بكل أبعادها التشاركية.
‎والآن الاحتجاجات على أشدها في عدة قطاعات وفي أكثر من منطقة، ترفع نفس الشعارات وتطالب بنفس المطالب التي رفعتها حركة 20 فبراير، أهمها ربط المسؤولية بالمحاسبة، والتوزيع العادل للثروة، لكن يبدو أن هذين المطلبين لازالا بعيدا التحقيق في المدى القصير.
‎وتجدر الإشارة أنه حان الوقت، أن تفكر الدولة بالجدية  المطلوبة في تحويل يوم 20 فبراير إلى عيد وطني يحتفل به كل المغاربة داخل الوطن وخارجه،  واعتماد جل المطالب التي طالبت بها الحركة بمثابة خريطة طريق نحو الانتقال الحقيقي للديمقراطية، مع التوثيق لأسلوبها الحضاري في الاحتجاج، الذي حافظ على وحدة المغرب واستقراره.  
‎وعلى هذا الأساس، فعندما يكون التغيير مطلب جماهيري، وبطرق سلمية وبموسيقى هادئة فهذا دليل على وجود وعي جماعي وحب عظيم للوطن. أليس الحب هو كل شيء مشترك كما كان يردد شمس التبريزي ؟
‎تذكروا جيد أن هناك شيئا واحدا يمكن أن يهيج الحيوان أكثر من اللذة، هو الإحساس بالألم ، فما بالك عندما يكون إنسانا، ويتعرض لأنواع شتى من الآلام لفترة طويلة من الزمن ، لا تفاجئوا عندئذ، فكل الاحتمالات ممكنة.
‎ ـ كاتب وباحث

 ***

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
‪‪@elfaycalnews‬‬
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على الثلاثاء, 20 شباط/فبراير 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :