wrapper

التلاتاء 16 أبريل 2024

مختصرات :

الفيصل ـ نشرـ باريس:

إيمانا منها بأهمية الفكر و الإبداع الأصيل و المتميّز و الهادف البناء و الإختلافي في الرؤى لإثراء النقاش الثقافي الأدبي ككل، تواصل " الفيصل" بنفس النوايا و الإصرار لمد يد العون لكل من يفتقد إلى الصوت النزيه للتعريف بقدراته و ملكاته الإبداعية في مختلف الأجناس الأدبية العربية.

و ها نحن نقدم بهذه التجربة في سبيل دفع متميزينا من الأدباء الذين غيبتهم من جهة ظروفهم الخاصة و من جهة أخرى سياسات التعتيم و الإبعاد و الإقصاء لخيرة أفراد المجتمع الذين يسكنهم هم واحد ، و هو الارتقاء بالمجتمع و تهذيبه و توعيته من خلال الإبداع و الفكر النيّر. 

ـ انطلقت عملية تشجيع الأدباء و المبدعين العرب من كل قطر دون ميز أو حساسية في نشر تسلسلي لكل من يرغب لمخطوطات أعماله الروائية و القصصية و الشعرية، مصحوبابغلافمنتصميمالفيصل بغية شد انتباه " دور النشر العربية" النزيهة التي تتأصّل و تتنصَّل متبرئة  من تلك الدور المشبوهة و الشبيهة بدكاكين " النشر للرداءة  و النصب و توزيع الاحتيال!". " باب الشمس" هي رواية جيدة و جديرة بالقراءة و المتابعة من قبل القراء و المهتمين و كذلك المبدعين كتبت و وثقت في أواخر القرن الماضي من قبل المؤلف . ننشر حيثياتها في أجزاء إثراءا للطرح الأدبي المتنوع و تشجيعا من القلب إلى الأستاذ " حسين الباز" ـ المغرب ـ على ما يقدمه من أفكار جديرة باحترام الجميع.ـ نتمني لكم قراءة ممتعة مع رواية " بــــــــــــــــاب الشـــــــــمس"  لـ حسين الباز.

 *كل الحقوق محفوظة للفيصل و للمؤلف، و كل جهة تودّ استغلال هذا العمل الأدبي أو التقدم بعرض نشر لطبعه ورقيا أو إلكترونيا الاتصال بالصحيفة و بالمؤلف لمدارسة ذلك. 

الفيصل  ـ  باريس

****

رواية : "باب الشـــــــ13مس

بقلمحسين الباز/المغرب

.. كان خليل جالسا لوحده في الكوخ الصغير المجاور لساحة المنارة العتيقة حين دخل عليه شخص رهيب ، طويل القامة ، غليظ البدن ، أسمر الوجه ، مجعد الشعر ، وهو يحملق بعينين طفيليتين ويحرك شفتيه الغليظتين، مشيرا بأصبعه :
- خليل! .. أهو أنت؟
- عرفتك.. أنت لعروبي زعيم الحراكة * (يضحك)
..جلس العربي أو لعروبي (وقت تنابز بالألقاب) بدون استئذان، وتخشع بالحكي عن نفسه وعن مغامراته في عبور البحار عبر زوارق صغيرة، حاملا بشرا أو بضائع مهربة، يقول إن (الفيزا) التأشيرة لا تعني له شيئا لأنه تخصص في علم أغوار المحيطات كما الربابنة، بل أحسنهم في الغطس والسباحة لأميال طويلة، ولديه مهارة في تسلق الجبال واكتشاف سبل الغابات لمسافات في أيام قليلة، وخبرة في خرائط الطرق ، وفراسة استباق دورية الشرطة باشتمام جسدها كسلوقي، و...و...! وأخذ كتيبا كان مركونا فوق مائدة الأواني، ونظر باستغراب إلى صاحبنا، ثم حول النظر إلى الكتيب يتفحص أوراقه، فألقى به مستهزءا:
- شعر..! أنا لا أحب الشعر
- (يتضاحك) لأنك عديم الشعور
-(بحدة) ليحيا صدام والقذافي! وبنوشي وكاسطرو!
ينسحب خليل من التوغل في معركة حامية ، يشرع بالخروج متمايلا، يأذن ضيفه بمرافقته في جولة استعراضية بين دروب البلدة ، يدفعه إلى تلقين درس بعضلاته لكل من نعته بالمورو...
ولم تك إلا حيلة استخدمها للتخلص من ضيفه الثقيل! 
سرعان ما ودعه حين التقى بجعفر في حانة ميكل، يدعوه هذا الأخير للانضمام إليه وإلى حزبه قيد التأسيس، يقنعه بأن يكتب عن معاناة المهاجرين وعن كل متبرع أو مساهم أو معاون أو ضيف كريم، يحدق إليه صاحبنا بإمعان، يقرأ ملامحه للعثور على خيط يكشف دهاءه، يحتسي من فنجان قهوته، يهم بإشعال سيجارة، يتيه في عوالم دخانها، يقول في نفسه: 
- ما هدف هذا الغريب؟ تخليه عن أخيه وزوجه وابنه.. وتودده لي الآن مع تجاهله لي سابقا.. رقصات من الترغيب بعينيه.. شعور بالاغتراب بين غرباء.. بلادة بقناع ذكاوة.. جلجلة ضحكاته تكشف الحجاب عن نواياه..!
يشرع خليل بالانصراف، يقاوم خزي الشك اللعين بالتسلح بذاكرته، يسترعي انتباهه سرب من المهاجرين في حالة يرثى لها، يلمع في أعينه التعب، وينتفض الإرهاق من شعوره كالغبار، يرجع قساوة النهار إلى لطافة الليل!
...كانت السماء قد أغبست، والبحر كساه البرد، والسكون خيم على البلدة، حين انتشى عطر الدفء واستسلم لسبات عميق، أطل عليه الفجر بصوت الديكة كعادتها كلما تسللت من مراقدها، ترتعش من البرد، تسرع خطواتها، تخبط أقدامها على الأسفلت معلنة بداية يوم جديد للكفاح، صاحبه الذي يعمل تحت إمرته يطرق الباب لكنه يتجاهله، كانت أذناه تنصت إلى طقطقة ضلوعه الممزقة، وعيناه ترقب 
أطرافه المنشرحة كما لو شقت بالمحراث بدل الأرض، فأيام الجني الرغيدة انتهت، ولم يبق منها غير فتك فأس جبار ، وشمس يتدلى منها الصهد كالنار.
اندثر تحت اللحاف مستمتعا بالدفء وبالكسل اللذيذ، وهان عليه عتاب الضمير حين سرح في مدينة الأحلام!
" أنين حزين.. وكآبة قاتلة، أغطس في بحر العزلة باحثا عن لؤلؤ في صدف تائه لأميط اللثام عنه، فأخرج كما دخلت، فارغ اليدين والفؤاد، عذاب الفأس أهون بكثير! بين وجع الجسد وسخط الروح، كسول في الأحشاء سألته عن طموحه فلم يجب! كيف أقتلعك من جذورك أيها الأخرس؟ كيف من همك أستريح؟ لقد بحثت لك عن ضوء بمدينة مظلمة، وحملتك معي كيما أنفرد بك في مدرسة الحياة الثقيلة، وها أنا! أعاني من مشاكستك، وأنت متربع على عرش وهمك، وصيرتني عبدا مملوكا.. أيها السلطان الشقي ليتك تيأس من رقي وتعتقني.. أيها الحلم الناعس كتراث زمن العولمة! متى تنهض لتؤسس معهدا للحالمين؟... لكن سويعات التلذذ بالأحلام قصيرة، وكم هي طويلة ساعات التمرد!"
..يضيق به الفراش، يقتلع جسده منه، يسحب لوحته من الحائط وقد نسجت بخيط العنكبوت. 
يرتب حقيبته الفارغة للرحيل، يترك رسالة..
" يا سهو الحلم! أنا قادم إليك.. لطالما تناسيتك.. يضيق بي المقام لتسحبني إلى أمنيات حالمة، فأستعرض تقاسيم شمس الضحى المشرقة، ورنين صوتها المنعش، لأنطلق كثور جامح في اتجاه اللون الأحمر..إلى باب ساحة الحياة!"

(نهاية الفصل الثاني/ويتبع)

ـــــــــــــ

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الأحد, 18 تشرين2/نوفمبر 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :