-منذ أقل من أسبوع ، انتهوا من لقاء قيل عنه طارئا (يوم الخميس الفارط) بالقاهرة ، اللقاء جمع معظم حثالات الوطن العربي السياسي و " الخوارج " عن هموم الوطن الواحد ؛ و الذين يسمونهم حسب أهواءهم بوزراء " الخارجية " !
.. و حجتهم أن المسجد الأقصى و المقدسيين من الفلسطينيين يعانون الاضطهاد و المنع و القمع من قبل الكيان الصهيوني المارق حليف الأمم المتحدة ( بسيطرة الدول الاستعمارية القديمة الجديدة ) و مجلس الأمن السفيه !
إن الخوارج بالمفهوم الديني و العقائدي المبسط هو الخروج عن الطريقة السليمة الصحيحة و الإتيان بما هو بهتان يجعل من الأمة مقسمة إلى طوائف و شيع و بعير ! ففي السياسة العربية المُسَوَّسة بالخيانة و العمالة فيها وخوارجها الممثلة في معظم الأنظمة التي خرجت و زاغت عن إرادة شعوبها و رضخت لإملاءات و شروط و ضغوطات الأعداء ؛ فهؤلاء لا تهمهم إن كانت شعوبها تحت الوصاية أو جوعانة أو عريانة أو زهقانة أو محرومة أو مضطهدة بقدر ما يهمها البقاء على سدة الحكم ـ غصبا ـ و استمرار استغلال ثروات الوطن العربي لصالح دوائرها في الداخل و الخارج !
لا فرق بين " داعش" و الروافض الذين خرجوا عن ملة الدين السَّوي الصحيح و هؤلاء المرتزقة بمصائر الشعوب المقهورة ، كلهم خوارج عن ملة و تطلعات الملايين من هذه الأمة المريضة !
ألا يكفي من الضحك على ذقوننا يا وزراء إسرائيل و الأعداء ، قبل أن تحتجوا و تغضبوا و تستنكروا أفعال آل صهيون في القدس أما يجب من تحرير كل الأرض ، الأرض قبل بيت المقدس ، و إذا استطعتم تحرير الأرض كلها ، فإنه لا يصعب عليكم تحرير باحات المسجد يا خونة ! و قبل أن تتحدثوا عن غضبكم و عدم رضاكم بأفعال الاحتلال وجب على كل من يأوي السفارات الصهيونية الاستعمارية و تمثيلياتها المختلفة في بلاده أن يضع حدا لهذا العهر التاريخي ، فمن العيب أن تقطع دول أجنبية غير عربية و لا إسلامية علاقاتها مع الكيان بسبب احتلاله للأراضي الفلسطينية و فينا من الدول العربية ما هي تزال تكذب على نفسها و على شعوبها بضرورة انتهاج سبل المفاوضات و السلام و تحسين العلاقات و التننسيقات الأمنية العاهرة كعهر أصولهم! .. ما أُخذ بالقوة يسترجع بالقوة .. أين هي جنودكم الجبارة و الملايير التي تصرفونها من أجل عدته ، أم أن هذه الجنود تستعملونها لقهر شعوبكم باسم الحفاظ على الاستقرار الداخلي و تعزيز الوحدات الوطنية المريضة المشتتة باسم محاربة التطرف و الإرهاب الذي انتجتموه من خلال فسادكم في الحكم !!
إن تأمين الأقصى و باحاته لا يغيّر من الوضع شيئا ، كفاكم ضحكا علينا و اللعب على عواطفنا و سذاجتنا بحجة المسجد الأقصى ، تتحدثون عن جُزَيِّيء من أجزاء تم تضييعها و التفريط فيها ، إن المسجد لله و من بيوته وهو كفيل بالدفاع عنه إذا أراد ، و فلسطين للفلسطينين ، نتحدث عن المسجد الأقصى و كأن المسجد المكان المحتل الوحيد الذي يخضع لدنس الصهاينة!!!
أيها الوزراء " الخوارج " تحرير الأراضي و إيقاف الاستيطان هي جوهر القضية ، فلماذا تذرون الرماد في عيوننا و تبكون بكاء التماسيح على مجرد حواجز تفصل المصلين عن المسجد و الوطن كله تحت رحمة نتانياهو القرد الممسوخ مثلكم و ستحشرون معهم إن شاء الله بعد ما يرميكم التاريخ في زبالته النتنة !