طباعة

* بقلم: ل. خلفاوي (مقال رأي الفيصل)

مازال العرب من خلال حكوماتهم يشجبون و يحتجون و يستنكرون و" يتجعجعون" كالبعير عند كل  " اغتصاب" الكيان الصهيوني لعوراتهم ، حتى لا أقول لشرفهم ، فالشرف ضاع مُذ مجازر "صبرا و شتيلا " و منذ اغتيال "محمد الدرة"  و قوافل من الشهداء و الأبرياء ، و منذ أن تمّ تسميم "ياسر عرفات" بمساعدة خونة الداخل ، و مُذ أن نعتت المقاومة الحرة بالإرهاب ، و منذ  أن نعى و بكى مجهشا "محمود عباس" لفقدان صديقه " السفّاح و العدو " شيمون بيريز " الذي اغتصب أرضه و شتت شعبه و سجن أحراره!.


-منذ أقل من أسبوع ، انتهوا من لقاء قيل عنه طارئا (يوم الخميس الفارط) بالقاهرة ، اللقاء جمع معظم حثالات الوطن العربي السياسي و " الخوارج " عن هموم الوطن الواحد ؛ و الذين يسمونهم حسب أهواءهم بوزراء " الخارجية " !
.. و حجتهم أن المسجد الأقصى و المقدسيين من الفلسطينيين يعانون الاضطهاد و المنع و القمع من قبل الكيان الصهيوني المارق حليف الأمم المتحدة ( بسيطرة الدول الاستعمارية القديمة الجديدة ) و مجلس الأمن السفيه !
إن الخوارج بالمفهوم الديني و العقائدي المبسط هو الخروج عن الطريقة السليمة الصحيحة و الإتيان بما هو بهتان يجعل من الأمة مقسمة إلى طوائف و شيع و بعير !  ففي السياسة العربية المُسَوَّسة بالخيانة و العمالة فيها وخوارجها الممثلة في معظم الأنظمة التي خرجت و زاغت عن إرادة شعوبها و رضخت لإملاءات و شروط و ضغوطات الأعداء ؛ فهؤلاء لا تهمهم إن كانت شعوبها تحت الوصاية أو جوعانة أو عريانة أو زهقانة أو محرومة أو مضطهدة بقدر ما يهمها البقاء على سدة الحكم ـ غصبا ـ و استمرار استغلال ثروات الوطن العربي لصالح دوائرها في الداخل و الخارج !
لا فرق بين " داعش" و الروافض الذين خرجوا عن ملة الدين السَّوي الصحيح و هؤلاء المرتزقة بمصائر الشعوب المقهورة ، كلهم خوارج عن ملة و تطلعات الملايين من هذه الأمة المريضة !
ألا يكفي من الضحك على ذقوننا يا وزراء إسرائيل و الأعداء ، قبل أن تحتجوا و تغضبوا و تستنكروا  أفعال آل صهيون في القدس أما يجب من تحرير كل الأرض ، الأرض قبل بيت المقدس ، و إذا استطعتم تحرير الأرض كلها ، فإنه لا يصعب عليكم تحرير باحات المسجد يا خونة ! و قبل أن تتحدثوا عن غضبكم و عدم رضاكم بأفعال الاحتلال وجب على كل من يأوي السفارات الصهيونية الاستعمارية   و تمثيلياتها المختلفة في بلاده  أن يضع حدا لهذا العهر التاريخي ، فمن العيب أن تقطع دول أجنبية غير عربية و لا إسلامية علاقاتها مع الكيان بسبب احتلاله للأراضي الفلسطينية و فينا من الدول العربية  ما هي تزال تكذب على نفسها و على شعوبها بضرورة انتهاج سبل المفاوضات و السلام و تحسين العلاقات  و التننسيقات الأمنية العاهرة كعهر أصولهم! .. ما أُخذ بالقوة يسترجع بالقوة .. أين هي جنودكم الجبارة و الملايير التي تصرفونها من أجل عدته ، أم أن هذه الجنود تستعملونها لقهر شعوبكم باسم الحفاظ على الاستقرار الداخلي و تعزيز الوحدات الوطنية المريضة المشتتة باسم محاربة التطرف و الإرهاب الذي انتجتموه من خلال فسادكم في الحكم !!
إن تأمين الأقصى و باحاته لا يغيّر من الوضع شيئا ، كفاكم ضحكا علينا و اللعب على عواطفنا و سذاجتنا بحجة المسجد الأقصى ، تتحدثون عن جُزَيِّيء من أجزاء تم تضييعها و التفريط فيها ، إن المسجد لله و من بيوته وهو كفيل بالدفاع عنه إذا أراد ، و فلسطين للفلسطينين ، نتحدث عن المسجد الأقصى و كأن المسجد المكان المحتل الوحيد الذي  يخضع لدنس الصهاينة!!!
أيها الوزراء " الخوارج " تحرير الأراضي و إيقاف الاستيطان هي جوهر القضية ، فلماذا تذرون الرماد في عيوننا و تبكون بكاء التماسيح على مجرد حواجز تفصل المصلين عن المسجد و الوطن كله تحت رحمة نتانياهو القرد الممسوخ مثلكم و ستحشرون معهم إن شاء الله بعد ما يرميكم التاريخ في زبالته النتنة !

آخر تعديل على الإثنين, 31 تموز/يوليو 2017

وسائط