هل يمكن للمرء أن يصبح مليونيرا من عرق جبينه وكد يده الحلال، الخالي من شوائب الرزق غير المشروع شرعا وليس قانونا، فيكتب مطمئنا وصادقا، هذا من فضل ربي، دون أن يخشى عقوبة وحسابا أو رقابة وتوبيخ ضمير، إن ما زال للضمير من فعل يستحق الذكر؟.
أولا الفرق قائم بين الرزق الحلال الشرعي والرزق الحلال القانوني، فالأول يمتثل لتعاليم الدين السماوية، أي يقمع الهوى والرغبة، والثاني يتقيد بقوانين السوق الاقتصادية البشرية، فلا يكون الربا والمنافسة والبيع على البيع والمزايدة حراما، وإنما هي من محركات التاجر الشاطر، أي بلغة الاقتصاد، الليبرالية المنتجة والفعالة.
الإجابة ليست صعبة، وإنما مكروهة غير مستحبة، تعافها النفس وتخافها، طالما كان الإنسان مجبولا على حب المال حبا جما، وأكل التراث أكلا لما، ومن يتحدث عن القناعة هنا، إنما يشبه قول شاعر أصابه مس، إذ لم تكن "القناعة كنز لا يفنى"، إلا عند المحرومين الذين غلت أيديهم وعجزوا عن كسب المزيد، فيلجأون ساعتها إلى هذا المثل لتبرير نقص هم يعرفوه، تماما كمن يبررون ضعفهم وجبنهم وتخاذلهم بالصبر، فليس الصبر أن تسكت على الضيم وأنت ضعيف وإنما أن تعفو وتصفح وأنت قادر على البطش.
ثم ليس فينا من يجهل أن الإدارة الاستعمارية الفرنسية تركتنا جميعا نحن الجزائريين، كما يقول المثل العربي، على بساط واحد، وعلى صعيد واحد متساوين كأسنان المشط، ليس فينا الغني والفقير، إلا بعض أثرياء يعدون على أصابع اليد، فمن أين نبع كل هؤلاء الأغنياء الذين لا يعرفون الشبع، وهذا دليل جوع وكما يعرف علماء النفس فإن من شب في الحرمان سيبقى محروما ومن الصعب أن يصل إلى مرحلة الإشباع، عكس من كبر في الرخاء والهناء، الذي يقبل بالقليل دون أن يشعر بأي حرج.
ومن محاسن رمضان الذي غادرنا بمحبة ونحن نحبه، أنه يكشف معادن الرجال، ولا فرق في الرجولة بين ذكر وأنثى، طالما حملت معان وقيم نبيلة وسامية، فتكون المرأة كريمة وفية شجاعة معطاءة عفيفة صابرة محتسبة قادرة ذات همة وإرادة، كما قد يكون الرجل أيضا، وإن التزمت المرأة بما التزم به المرء، فلها من الأجر الضعف بل الأضعاف، وليس في الأمر مظلمة.
فالعاقل يتوقع الشجاعة من قوي قادر وليس من مخلوق لطيف ضعيف البنية، فإن كان العكس فلا بد من مضاعفة الثناء.
أيهما أجدر بالاحترام، رجل يقوم بإعالة أسرته بكرامة وشرف، أو امرأة تقوم بإعالتها بعفة ومروءة؟.
الإجابة أيضا سهلة، ولكن يكرهها معظم الشباب الذين يمدون أيديهم لأمهاتهم طالبين ثمن سهرة رمضان والعيد وما بعد العيد.
مختصرات :
في الكر والفر والغنى والفقر
- الجمعة, حزيران 30 2017
- مدير الموقع
- وسائط
*بقلم : د. كفاح جرار| الجزائر
من أين نبع وينبع الأثرياء فينا، وقد تركتنا دولة الاستعمار الفرنسية "على الحديدة" وأنظف من البلاط الصيني كما يقولون؟.
السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، هكذا تعلمنا من أمير المؤمنين عمر، ولكنها أمطرت.
من أحدث مدير الموقع
- الحرب على غزة: تحقيق لـ"نيويورك تايمز": أين كان الجيش الإسرائيلي يوم 7 أكتوبر؟
- « السندباد و الملكة »: إصدار جديد للكاتب المصري « محمد عزام »
- الوضع في الأراضي المحتلة: اليوم التالي لانتهاء العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين
- الجزائر تجدد رسميا تمسكها بالحق المشروع لإفريقيا في العضوية الدائمة بمجلس الأمن
- متى سنزيل النقطة عن الــ (غ)؟
وسائط
El-Fayçal Météo طــ الفيصل ـــقس
- سخرية الفيصل
- أعمدة الفيصل
-
الحرب على غزة البطلة: صور النصر المفقودة وأماني العدو المستحيلة
بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي La guerre contre l’héroïque…
-
عد انتهاء مدة الهدنة الإنسانية توقعات واحتمالات/ نبل المقاومة وخسة الاحتلال في ملف الأسرى والاعتقال
بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي نبل المقاومة وخسة الاحتلال في…
-
رأي: تعثرٌ عسكري في الميدان وتخبطٌ سياسي في الكيان أمّا نتنياهو فهوَ مُستهزئ من القمة العربية الإسلامية و بقراراتها!
رأي بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي Opinion: Essoufflement militaire sur…
-
الاستعادة الخلدونية:
مولاي عبد الحكيم الزاوي ابن خلدون علامة فارقة في مُنجز…
-
/عرب إسرائيل الجدد! / The new Arabs of Israel!/ Les nouveaux Arabes d'Israël !
بقلم: أحمد القيسي | لندن هل سقطت الغيرة والنخوة…
-
*ما هذا الخجل يا كُتّاب و يا مبدعين.. يا قامات الاِفتراض!
ـ كتب: لخضر خلفاوي Pourquoi cette timidité, ô…