wrapper

التلاتاء 14 ماي 2024

مختصرات :

*قراءة: صالح جبار محمد الخلفاوي | بغداد

*حقيبة وِزْرّيَّة ! : ـ لخضر خلفاوي | باريس

منذ بداية خلقي كانت لي مع القدر حكاية خاصة في كل شيء.. الأقصوصة بدأت في رحاب  بطن أمي، أتساءل هل أشكر ربي أنه  خلقتني لا أشبه بقية عباده .. في شيء!

 

علاقتي بوالدي كانت ذات خصوصية لا تشوبها شائبة الأمشاج المرتبطة بوهن على وهنه على وهنها ، وهنها و وهني  حملاني على مضض الدنيا.. من ظلماتي الثلاث كنتُ أشعر برغبة خاصة  لتقصي النور خارج أطر الاعتقال الجيني في عوالم العوالق و الممضوغات، خلقي بدأ بالإهانات ، علقة ثم مضغة ، فأتساءل بعمق الظلمات التي وطَّنوني فيها:

ـ ترى من سوّلت له نفسه بصياغتي إلى علقة حقيرة ثم لاكني بأسنانه في تلك الأغوار الموحشة المظلمة ؟! 

كنت اعتقدُ أن النور هناك بالخارج بصيرا و مبصرا ، فلا يعرف قيمة النور إلا من أُجبر على العيش  في الظلمات،؛ أن له مذاقه الخاص و لذته و بريقه و دفئه كما أخبرني به "ملك الأرحام" و هو يسلّمني حقيبتي الوِزْرية المتعلقة بـ " المهام القذرة" الموكلة إلى كل إنسان مستقبلا: فيها  اسمي و قسمتي و تقاصيل حياتي اللعينة على  وجه الأرض و فيها وثائق يوم موتي و المتعلقة ببعثي حيا لأحاسب مجددا بعد عذاب الدنيا! . لم يكن لديّ أيّ خيار مذ مرحلة التخصيب في خصية أبي، كل ما أذكره أني قذفتُ على حين  غفلة برفقة مئة مليون من رفاقي " الحيوانات".. كنتُ شاهد على أكبر مجزرة في تاريخ إنسانيتي المنوية.. منهم من مات من أثر صدمة القذف به ، و منهم من قتل بمجرد خروجه و منهم من اختنق في مستهل الرحلة و منهم من فشل و خرت قواه في السباحة قبل أن يصل و هلك مرتطما بأسوار ظلمات أمي .. ماتوا جميعهم و كنت أنا " الحيوان"  الوحيد الذي أوصلته طاقة قذف أبي  الهائج و مكنته بالارتطام بتلك الأسوار المنيعة لأُعتقل هناك.  يعدها  تم إخضاعي لكل التجارب قبل تصنيفي كـ" إنسان" حتى خلصت إلى هذا الكائن الممسوخ بهذه الصورة. بعد المسخ حاولت أن أنسى كل القصة المرتبطة بالقذف ، بالتعليق و بالمضغ و قد زودوني بأعضاء و حواس و عقل و قلبي هذا الذي لا يزال يتذكّر كيف مضغوه و بعد التصوير و التشكيل قذفوه و و سحبوه بعنف من رأسه الطرية مرة أخرى فيحرقه نور كاذب، ليكتشف بعد ذلك عدم صدقه، كانت  "ظلمات أمي الثلاث" أرحم و أصدق .. قلب شاعر متعبُ  حد النزف، لم أملُّ من تدوين برضاب الشعر الحر على جيد و جيوب إناثي المرتطمة بي أثناء رحلات و مراحل حياتي الطويلة الشاقة، في كل مرة أحمل في راحتي قصائدا خاصة موشومة بصدق الوجع و الغواية .. يستمرّ  صدقي في الارتطام بفسق الأفئدة الأخرى . بساتين الدنى تخجل من الطهر الذي أحمله لبنات صلبي على أنعاش الفضيلة المغتالة و النقاء المسعف ، كنت  راهبا متعبدا  له معبده الخاص  في مدن تتسكّع بين  ثنايا الروح الذبيحة، روحي تسكن مخيّمات الحزن يسيّجها حراس الظلم الغلاظ و الجبروت السفاح. اللغة كانت ملاذي الوحيد و حبيبتي بامتياز إلى حد اعتبارها بأطهر و أشرف بغيّة تؤتيني نفسها و جسدها أنى شئت الفرق بين البغي المومس و لغتي ، أن لغتي لا تنتظر أن أُخرج محفظة نقودي و أبحث عن ورقة نقدية لأدفع لها الحساب؛ كل ما في الأمر أنها تعلم أني دَفعت مُسبقا قبل أن تُكتشف اللغة ، فقد كنت نشوة ، و غواية و نزوة حفظهن الرب بنفسه و بيديه المقدستين في " علبة محفوظة" في دولاب من دواليب العرش العظيم ، كلما مارستها تغار مني كل أبجديات الكون ، و عندما تعانقني " ضادي" تتبدد أضدادي إلى الأبد، تجامعني أجامعها، أخبشها، تخبشني، أخدشها و تخدشني و أخمشها و تخمشني أتوغلها، أكتبها، تكتبني تحبل مني، أحبل منها نحتضن سويا المفردات التي أنجبناها معا بعد كل مخاض عسير و جسدينا تغزوه الندوب فيها " جحافل "المؤنث السالم" و فيها أيضا جمع "المذكر المعلول" بسبب تجمّع الإناث المتسالمة "!.. مفرداتنا كانت خاصة  تفتقر إليها كل معاجم الدنيا ! لا مشكلة لي مع المفردات و بنات أفكاري.. الإنسان  بسوء مقاصده وحده هو الذي يضنيني بحماقاته الوجودية المتكررة المعلومة و المبنية للمجهول و "الغيبيات كذلك" ؛  جميعها تنذر و تفوح بروائح النصب و إن غاب النصب تُوكل المهمات " القذرة" للغة العادية  "الأركائيكية" في تسليط سطوة "حركات  الكسر أو الرّفع"! 

ما أقبحكَ و ما أغرَّك يا أيها الإنسان و أنت تزرع بين ضلوعي قوافل الأحزان كما قالت صديقتي "غادة" .. لماذا؟ لماذا يا آدم  ورثتني و  ذريتك الأشقياء أوزارا دكّت الجبال دكا و وازرتي لم تزر شيئا و لا أوزاركم المقيتة. هذي أوزاري ، ندوبي  و زلاتي من يفتديها ؟! لا أظنه والدي و لا أم الأوهان، فلواتُ وهني الكبير تكفي! أوزاري يغفرها لي الله مع زلاتي، و إناثي الرابضة  في ذاكرة الوجع و التي احتوتني  و أحبتني تصفح عني أيضا و لا تغادر إلا و هي تطبع على جبيني المحموم بوشومي البربرية انطباعاتها الخاصة ، و تغفر لي اللغة مثلما غفر لي الشعر  و الإنسانية ، فقد قالها لهم صديقي الأديب الدمشقي  " طلال" ذات يوم : لا تقربوا الأخضر و لغته فهو الشاعر الوحيد الذي تجيز له اللغة ما لا تجيزه لغيره! من "آهات الحُسنى" المتربّعة و المورّدة  في كل الاتجاهات على دروب الوجع المتنامي في المقل .. أحيا..  كالحيوان!

فقط، قل لي يا ربي : ماذا فعل تنقيط   الدنيا بحواء ؟و كيف أُستُقدمَ  هذا القلب الموجوع  من خواء، و قد زُرعتُ في خُواء ، و طُرِدتُ إلى خواء له خوار عظيم  يرهق وجودي متى و كيفما  شاء! قلْ لي : لماذا ابتليتني  بهذا الخواء؟ و أنت تعلم علما خاصا أني بالصبح و الأسحارأمنح ما بقلبي  للجميع مؤثرا على نفسي دون استثناءعلاَّمٌ أنتَ ؟! أوَ تعلمْ  أني غنيٌّ بك  لكن بي  قهرٌ لا يسعه  كل هذا الخلاء  ! الدنيا موجعة  و تحت عرشك مسائل لا حصر لها تنتظر الإجابة، ليتك  تجيب النداء؟

مُرْ الخواء يا ربّي .. و بعزتك هو مرٌّ ؛ أن يبرعم  زهرا .. مُرْ النَّزف أن يتوقف من  قلبي المذبوح علني أخضرُّ بساتينا و أكون أملا وهَّاجا  في قلوب المقهورين و أن أكون بلسما على صدور كل النّساء

ـ لخضر خلفاوي | باريس

٢٥ أكتوبر ٢٠١٨

القـــــــــــــــــــــــــــراءة 

صالح جبار خلفاوي

حينما تجيش المواجع ينهض آدم من رقدته . نصرخ :

– لماذا عصيت ربك يا آدم وتحت السماء صرنا ننحر كالجزور أي سخط جلبت لنا يا أبانا الكبير ..

لخضر يعاني مذ كان في ظلمات ثلاث أب لا يفهم سوى القسوة وبيئة لا تصلح سوى للحجر أن ينبت بين الضلوع وبين ارهاصات الجمر إنسان يذوي تحت جرح لايندمل إلا بقبضة ملح لكن الجروح كثيرة وغائرة يا لخضر !

لا خلاص سوى الهجرة كما فعلت الجذور نحو عاصمة النور لكنه نور من عمى . ضياع مادي استلاب لبقايا رجل يتحدى يتمرد على ابجدية سكنت وهج الروح .

غرام من حروف منحت نفسها لشاعر متمرد . ما بين خسرانه المادي – جسد متعب – وروح وثابة تنهض قافلة الحجاج الى تخوم السماء بدعاء عريض \ ربي اني مسني الضر وانت أرحم الراحمين \

يا لخضر في السحر سنتنفس من رئة الصباح وتكون وهجا في قلوب المقهورين و بلسما على صدور النساء.

*ـ مصدر : "منبر العراق الحر" و " شارع الصحافة" ـ مصر 

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على السبت, 27 تشرين1/أكتوير 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :