wrapper

الخميس 02 ماي 2024

مختصرات :

 ـ علي الجنابي ـ العراق

 

تخَمَّرَ المساءُ بخِمارٍ من سَوادِ حالكٍ, لِيَتَذَمَّرَ كلُّ مَن لغيرِهِ أساء في زقاقٍ سالك، ولتَتَنكَّرَ النساءُ بمَخْدَعِهنَّ بأحمرِ رداءٍ هاتك.
لكنَّ نداءً هاتفيّاً تفلَّتَ من ذاكَ الخِمارِ الماسِك، وكانَ من ذي رَحِمٍ مُتبارِك، ليطمَئنَّ عنّي في زمانِ مُتَشَكِّكٍ شائِك, وليَستدينَ مالاً بِنعومةِ حرفٍ مُتَضاحِك. وقد بادرتُهُ أنا:


" ماليَ أراكَ يا ذا رَحِمٍ مُتَهَتِّكاً، فما لَكَ! فماليَ دوماً كان ويكونُ هو مالَكَ، وكلانا لما نملكُ يوماً من مالٍ مالِك. أقولُ ذلكَ كيلا أضطرَّهُ لتوسلٍ وإلتفافٍ ماحِك, فلا موجبَ لنفسٍ أن تتذلَّلَ لأجلِ دينارٍ دَوّارٍ وفي الخزائنِ دالك. 
لا مالِكَ لمالٍ إلّا مَن كانَ به مع غيرِهِ مُتَشارِك.
غير أنَّ في نفسِي قَدْحاً برَيبٍ مُرتَبِكٍ مُتَدَارِك؛ كيفَ عَلِمَ ذو رحمِي أنيَ ذهبتُ بِذَهَبٍ أحمِلُهُ بفؤادٍ مُتَماسِك، فَبِعتُهُ في سوقِ ذهبٍ مُلتَهبٍ متراقصٍ مُتَماحِك؟
 وإذ سَلَّمتُ تاجرَ ذَهَبٍ، وذاكَ شيخٌ وقورٌ بياضُ ذقنِهِ وحياضُ مُحَيّاهُ مُتَشابِك، وإذ كلانا قعودٌ في دكّانِهِ وعلى وَثِيرٍ من أرائك، فسَلَّمتُهُ حُلِيّاً فسَلَّمَها من فورهِ لحفيدٍ له خلفَهُ واقفٌ مُتواعِك، وإذ بالحفيدِ يخرجُ وبالشّيخِ يعرجُ بيَ سامراً عن شؤونِ زماننا المُتهالك..
كانَ الشيخُ يَهذُرُ وكلمّا عَدَّ بيدِهِ الدنانيرَ بترقرقٍ، إستَعَدَّ وهجُ تنانيرَ فؤادي لتسلُّمِها بقَبَسٍ مُتَفَتِّق، لكنِ شيخَ اللغو في غمرةِ سَمَرِهِ غارقٌ، فمغَرِّبٌ تارةً وتارةً مُشَرِّق، والمبلغُ كبير، والبلدُ مُضطَرِبٌ بوجومٍ ومُتَأرِّق. وأخيراً..
 أفاءَ الشيخُ عليَّ بعُشرِ الثّمن، وشاءَ إرجاءً لمابقي بعصرِ غَدٍ مُتَعَلِّق، ثمَّ قاءَ بدفترِ (شيكاتٍ) لأكتُبَ رقماً كضمانٍ مُتَحَقِّق. ضَدَدتُهُ بإعادةِ حُليِّ لي وتركِ (شيكٍ) مُتَشَدِّق، رَددني بأنّ ذَهَبيَ قد ذهبَ لمعملِ الذهب وهو الان مُتَفَرِّق! رمَيتُ بدفترِ شيكاتهِ وحَميتُ وطيسي بتَبَسُّمٍ مُتَدَفِّق: "لستَ مضطرّاً ياشيخ لهكذا تَصرّفٍ مُتَسَلِّق، موعدنا عصرَ غدٍ وإنَّما العصرُ لآتٍ ومُتَدَفِّق "؟! تَبعنيَ الشيخُ خارجَ متجرِهِ ودَسَّ في جيبي دفترَ شيكاتِهِ بتدفِّق ، لكنني أعدّتُهُ اليهِ بترفِّق.
ومَرَّ اليومُ عليَّ بلا قلقٍ مُتَخَندِّق، لوما لهيبُ نَارٍ مُتَطَرِّق، سَعَّرَهُ زملاءُ العملِ تحت قدمي المُتَزَحلِق، وأنَّ الذَّهَبَ (ذَهَبَ مع الرّيحِ) على بساطٍ مُتَحَلُّق، وكانَ قلقُ الوالدةِ هو القلقُ الأكبر المُتَعَرِّق (رحمَها الرحمن)، وفؤادُها هو الفؤادُ الأغبرُ المُتَخَرِّق،  فقد تَخَرَّقَت منها تقوىً لنصفِ قَرنٍ وإيمانٌ مُتَوَرِّق، ولولا مُضغةُ ثقةٍ بسابقِ تَصَرُّفاتي للسَعها هلاكٌ لشهيقِها مُتَشَوِّق، فَرَبَطتُ على قلبِها بضحكٍ مُتَمَلِّق.
  قد صيّروا رفاقي نهاريَ ذاكَ يَعدلُ قرناً من زمانٍ مُتَزَنّدِق، لكني واللهِ كنتُ بنُصحِهم مُستَهجِناً وغيرَ مُتَخَلُّق! 
"مابالُ دُنيانا يَبَسٌ! ونبذَت حُسنَ ظَنٍّ مُتَنَشِّق مُتَصَدِّق "!
وأقبلَ عَصرٌ بعيدٌ عنهم وهو منّي قريبٌ مُتَعَشِّق، وما إن وَلَجَ ظِلّي دكّانَ الصائغِ المُتَمَنطِّق، حتى دَلَجَ الشّيخُ مُرتَجِفَاً بِتساؤلٍ مُتَشَوِّق مُتَرَقرِّق؛  
" قد قتلنيَ أرقي ياعَمُّو بقلقٍ مُتَعَتِّق! أتتركُ كنزَكَ دونَ ضمانٍ ولارقمَ هاتفٍ، ولاعنوانٍ مُتَحَقِّق"! رددتُهُ ؛
 "لاعليكَ ياذا شيبةٍ مُتَمَنطِّق، قد تَفَرَّستُ وجهَك، فرَسَيتُ بأنّكَ لستَ بلصٍّ مُتَحَذلِّق، معَ جرعةِ ثقةٍ بإعادةِ حَقِّ لي في بطنِ نَجمِ الشَّعرى مُتَعَمِّق، ثمَّ أنّ نظرَ النّاسِ يَنكبُّ على البضاعةِ إذ يتبضعونَ بِتذَوِّق، ونظري أنا ينصَبُّ على وجوهِ تجّارِها إذ أتبَضَّعُ بِتأنِّق، فالبضاعةُ في المتاجرِ واحدةٌ، لكنَّ وجوهَ التّجارِ مختلفةٌ بتزوَّق".
ضَحِكَ الشّيخُ وأقسَمَ ألّا دنانيرَ عندهُ، حتّى..
نَفترسَ سويةً وجبةَ كَبابٍ دسمةٍ بارقةٍ بتَأَلُّق، وجبةٌ يَعدلُ ثمنُها ثمنُ ذَهَبٍ بِخرقَةِ جدتي مُتَشَرنِق.
ثمَّ صَرَّحتُ في صباحٍ لاحقٍ، لناصحٍ مُتَأَنِّق؛ 
" إفتراسُ الكبابِ ياصاح لايَستَوجبُ إلّا أنيابَ فِراسَةٍ، ولايَستَحَلِبُ الأسباب بِتَحَذلُق، فإن أنتَ إشتهيتَ كباباً مجاناً ومُتَفَستق (؛بفُستق)، فَبِعْ ولو خاتماً بآجلٍ غيرِ مُستَوثِق، شرطَ فراسةٍ ورباطة جأشٍ، وأن تُخفيَ الأمرَ كلَّهُ عن فؤادِ أُمِّكَ المُتَخرِّق.

تلكَ روايةُ حقٍّ من أرضِ واقعنا المُتَمَلِّقٍ المُتحذلقٍ، وإنما نحن ومع الأسف بأيدينا مَن رمى بالواقعِ في قيعةِ التَمَلِّقٍ والتحذلقٍ والتَشَدُّق، فلنتأمَّل نداءَ البَهيِّ النّديّ إذ ينادي؛ (هَلُمُّوا إِليَّ . فأَقبَلُوا إليه فجَلَسُوا ، فقال : هذا رسولُ ربِّ العالمِينَ ؛ جِبريلُ نَفَثَ في رُوعِي : إنَّه لا تَموتُ نفسٌ حتى تسْتكمِلَ رِزْقَهَا وإنْ أبطأَ عليهَا ، فاتَّقُوا اللهَ ؛ وأجْمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يحْمِلَنَّكم اسْتِبْطاءُ الرِّزقِ أن تَأخذُوهُ بِمعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ لا يُنالُ ما عِندَه إلا بِطاعتِه)


*) (سطورٌ من كتابي؛ " صديقتي النّملة")..

****

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 29/ 30 أفريل ـ ماي 2021 ـ
https://fr.calameo.com/read/006233594eba57a00a174

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 29 et 30 mois (avril et mai 2021)
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://fr.calameo.com/read/006233594eba57a00a174
*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=LTuxqpDqnds

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=\
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

آخر تعديل على الثلاثاء, 20 تموز/يوليو 2021

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :