wrapper

الأحد 19 ماي 2024

مختصرات :

ـ عبد الكريم ساورة


‎كان ضروريا أن تنتهي علاقاتنا بهذا الشكل السخيف، إثنان تحابا في عالم افتراضي، عالم الكذب والمتاهات، كانت سيدة المتاهات، أرعبتني بصورها المثيرة، بجسدها الذي كانت تقدمه للعرض كأنها في مسابقة دولية، كنت دائما أتذكر المثل الفرنسي " المرأة لاتملك سوى جسدها" وماذا يبحث عنه الرجل منا سوى عن جسد مالح، يغوص فيه أيام الصيف، ويدفئ به أيام الشتاء، ولكن نحن الرجال نستعمل لغة الحب لاستدراج النساء، والنساء تستعمل لغة التجاهل للتسلية بالرجل، ومع مرور الأيام يكتشف الرجل أنه كان غبيا في لعبة غير معلنة بالمرة.


‎هاهو العالم يتغير أمامنا، وكل شيء يتغير من حوله، وهاهي المرأة تتغير بشكل جذري  ابتداء  من مظهرها الخارجي وكذا وسائل احتيالها الجديدة في لعبة الإغواء، هاأنا أسقط في فخ هذه اللعبة القديمة ، لا لم أسقط بل أنا من اختار أن يسقط بكل ثقله في حبها المصطنع، كلنا نمثل وكل منا يلعب دوره بإتقان، أنا البهلوان الذي يتحرك على الخشبة الافتراضية بلباسي المزركش، أختار الألوان بعناية ، أختار الوجوه بعناية، وأضع الأصباغ المثيرة، وأنتظر الضحايا واحدة ‫..‬ واحدة، أبدأ كلماتي مزخرفة بتعاليم الحب، أصرخ باسم الحب، وأقسم بترانيم الحب.....اعرف أن البداية صعبة ...لكن التمثيل أجمل غواية........
‎هاهي تخرج من الستارة، بلباس شفاف، جسدها المملوء ينبئ بألف إ شارة، كل الرجال يصفقون لها بحرارة، شعرها الطويل يتبعها كلحن جميل ينساب من أوتار قيثارة ، قالت  : هجرت كل الرجال، حتى الطيبون الذين انقرضوا من هذا العالم ، هجرت كل شيء من أجل أكون معك على هذه الخشبة المهترئة حتى ولو سقطنا منها نحن الاثنين جثة هامدة.... كانت تعرف أن البداية ليست بصعبة...لأنها تاريخيا تشبه كل النساء اللواتي يتقن فن الغواية.......
‎لم نتحدث يوما عن حال البلاد، ولا لون الرغيف، ولا إسم المعتقل الأخير، كانت قضيتنا أكبر و أعمق من كل هذه الفقاعات على الرمل، كانت قضيتنا الأولى هي عوالم الحب، كنت دائما أقول لها أن اكبر سجن يعيشه الفرد هو عندما تهجره حبيبته إلى الأبد، كانت تعجبها طريقتي في الكلام، في التفلسف، وأسرار الحب، كانت ترد علي بلطف : أنت مخادع كبير وأريدك أن تشنقني بإحدى حبالك الكثيرة في أساطير الحب....تَحركتْ كالماء العكر وقالت أريد أن أكون الأسطورة الأخيرة في عوالم الحب.... عاهدتها وأنا مقتنع أنني سأخلف العهد.   
‎أياما قليلة مرت، لم أعد أطيق رؤية صورها على النت، غضبت مني وقالت أنت بئر عميق، وقلت لها أنت جثة سقطت من الأعلى على مائه العذب، لوثته وقد يصبح غير صالح للشرب....مع توالي الأيام تعلمت أن أكون حريصا جدا من بريق الصور، ومن شهوة مفترضة للصور.
‎كان ضروريا أن تنتهي علاقتنا، اكتشفت أنني كنت كبيرا جدا حد السماء، قلت لها هذا غرور مني ، لأنني رجل كبير في الحب، رجل سريع العشق بكل جوارح الدنيا، أنا لم أر فيها سوى صورة الدمى، لم أشعر يوما بدم يجري في عروقها، لم أشعر يوما بإحساس يسكن جوارحها، مجرد حائط  تسلقت عليه لحظة ضعف فسقطت روحي إلى الهاوية .
‎كاتب من المغرب

****

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
‪‪@elfaycalnews‬‬

instagram: journalelfaycal

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على الأحد, 29 تموز/يوليو 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :