wrapper

الإثنين 06 ماي 2024

مختصرات :

*بقلم: د.كفاح جرار | الجزائر


هل تعرفون معنى قولهم المنطق سعادة؟. ـ يبدو أن الوزير السابق عمارة بن يونس لم يكن يعرف، فدفع ثمن جهله، وقد لحقه وزراء آخرين تقلبوا في الأشغال والسياحة والثقافة والحرف اليدوية والصناعة وما شابهها، وقد سألني جاري اللئيم وهل عندنا صناعة حتى يكون لها وزيرا والأجدى أن نهتم بوزارة الفلاحة فقد نكتسح إفريقية ونثبت جدارتنا في "الطماطش والخيار والقرعة"، بعدما فشلنا في العمار والكاز والحجار.


أية مفارقة تجعل من لبنان ذلك البلد الصغير الذي لا تتجاوز مساحته ولاية خنشلة، هو الأقرب إلى الجزائر، مع أن الإسقاط الديموغرافي يقضي أن يكون لبنان كتونس والعراق كالجزائر والمغرب مثل سوريا وموريتانيا مثل الأردن، وهذا التشابه المسكوت عنه، لا يستثني السكان والعادات والتقاليد وحتى الطبيعة الثقافية نفسها.
لبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي دخل موسوعة غينيس وهو بلا رئيس، وأيضا هو البلد الذي اختلف أهله على أشياء كثيرة ومنها القمامة، حيث أضحت هذه قضية سياسية بامتياز بعدما كانت خدماتية صحية بحتة.
كما أن كل شيء في لبنان قابل للتسييس، مذ أرسل السيد نصر الله رجاله إلى سوريا، ليسقط عنهم لقب مقاومين ومجاهدين ويخلع عليهم لقب مذهبيين وفئويين وقتلة.
هكذا ببساطة يتحول المجاهد إلى قاتل بمجرد أن يغير بوصلة بندقيته، وهكذا هو لبنان الذي لم يجد من يلم قمامته ويمسح قذارته، فاختلفوا حتى في نظافتهم، وقد كان لبنان يوما قبلة للمال والسياحة والعلاج وأشياء أخرى، فتبخر كل شيء وبقيت الأشياء الأخرى، التي هجرها الخليجيون، وتورطت فيها بنات سوريا تحت وطأة قهر الحاجة وذل اللجوء وقساوة بني البشر.
الهرم المقلوب ذاك، لنا فيه بعض نصيب، حيث تختلط الأمور وتمتزج بين القمة والقاعدة، فلا يسع الباحث التفريق بين ما هو فوق وما هو تحت، وخاصة عندما تضمحل وتتلاشى الطبقة الوسطى التي هي كما يزعمون بيضة القبان لأي استقرار اجتماعي.
و"القبان" هو الميزان التاريخي الذي يستعمله التجار لوزن أثقال عظيمة، كالزيت والقمح والشعير والذرة، ومنه حمل الشاعر نزار قباني لقبه العائلي، وصناعة القبان حرفة تقليدية عريقة، وللبشر موازينهم الخاصة التي هي في منتهاها أقل بكثير مما عند الله تعالى، الذي يضع الموازين القسط، للمحسنين والمسيئين، وبالتالي أثقال البشر ليس أسهل من تغييرها ويمكن قياسها بموازين المجوهراتية الدقيقة الحساسة، فالوزير الأول المثير للجدل جرى الاستغناء عنه، وروج عنه المروجون ما شاؤوا، والنظام كعادته، يلتزم الصمت ويخرج لسانه للجميع، ولعل الوحيد الذي نهره النظام وأسقط عنه كل ورقة توت، وهو لا يحتاجها، كان سي بلخادم الذي يرغبون بتحميله أوزار مرحلة كان فيها من الذين يعملون وفق برنامج فخامته، والمقال بحسناته وسيئاته، يتجادل المتجادلون في مقدار حسنه وسوئه، وهو الذي اشتهر بعبارة "الفقاقير والتكركير" مثل صاحبه "يلعن بو اللي ما يحبناش" كما اشتهر معها بعبارة "تجاوزنا زمن قال الله وقال الرسول" وقد يكون الرجل محقا فيما يعرض ويقدم من آراء واجتهادات ولكنه في نفس الوقت محام فاشل لا يجيد الدفاع عن رأيه ولا تسويقه، ولفشله في الترويج لأفكاره عواقب وخيمة عليه شخصيا وعلى الجهة التي يمثلها، والحق طالما تحدث النظام وأهله عن الشرعية الدستورية كبديل طبيعي ومفروض وتاريخي للشرعية الثورية، لكنهم ما زالوا وسيظلوا يتحدثون في الشرعية الثورية حتى يلفظ حزب الجبهة أنفاسه الأخيرة ولن يفعل .
وإذن من لم يستطع شرح وجهة نظره جيدا فليستعن بأهل الخبرة أو ليصمت، ومن عجز عن التعبير عن أفكاره بوضوح وصدقية فليغلق فمه فذلك أفضل.
يوم طالب بن يونس بتحرير تجارة الخمور أقاموا الدنيا على رأسه، وما زال الناس يشربون ويخبطون، ويقفون طوابير طويلة بانتظار الفوز بقرعة، يكملون فيها "خبطتهم"، والخبطة هنا بلغة العوام تعني الشرب إلى حد الثمالة، حيث يتحول الرجل الإنسان إلى أضحوكة وألعوبة وبشراسة حيوان، فهل من عاقل على أرض الله يشرب ما يذهب به عقله؟.
والسؤال المعضلة، أيهما أشد خطرا على الصحة والأسرة والاقتصاد والمجتمع والأخلاق، الحشيش "الزطلة" أو الخمور والكحوليات؟.
العوام سيجيبون مسرعين طبعا المخدرات، فهي أخطر وأشد فتكا أما العارفون العاقلون فيؤكدون أن الكحول أشد فتكا بالصحة والاقتصاد والمجتمع من الحشيش بكثير، بل لا قياس بينهما، فهلاُ وعيتم ذلك؟..

آخر تعديل على الثلاثاء, 08 آب/أغسطس 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :