wrapper

الجمعة 26 أبريل 2024

مختصرات :

*بقلم: د.كفاح جرار| الجزائر


من يخبرني عن الفرق والاختلاف وحدة الخلاف بين ما تعلمناه في المدارس في ستينيات وسبعينيات بل وثمانينيات القرن المنصرم وما يتعلمه ويعمل به أولادنا حاليا؟.


هل كان تعليمنا متخلفا صلدا وتعليم اليوم سهلا مريحا؟.
مناسبة السؤال، أنه اقترب موعد الدخول الذي نصفه "اجتماعي" ولسوف ترون فيه العجب المعجب، مثل كل سنة تأتي ألعن من أختها، فهل أنتج التعليم يومها، أي في وقتنا، أشخاصا بلداء فاشلين وينتج اليوم عباقرة أفذاذا يتسابق للظفر بهم ونيل حظوتهم أهل الشرق قبل الغرب؟.
وبقساوة أكبر هل يستوي الذين جلسوا على كرسي التربية والتعليم من طالب الإبراهيمي إلى بن بوزيد وبن غبريط، ومن سيكون لاحقا؟ مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل الزمن وتأثيرات الأحداث.
كل الظن أن ما عشناه وعايشناه أفضل ألف مرة مما هو قائم حاليا، وقد اشتبه ذلك بفهم الناس للدين وخاصة الأئمة وغيرهم، حيث كان الدين سهلا بسيطا لطيفا عذبا لا كفارة فيه ولا تكفير، ولا عصبية ولا موتورين ولا سكاكين وفتاوى وحز وجز، ولن أحدثكم عن فقهاء اليوم وأئمتهم فأنتم تعرفونهم.
ثم عندما تمس عوامل التعرية المنظومة التعليمية والتربوية لأي شعب وأمة فاقرأ عليه/ا السلام وفاتحة الكتاب، فذلك يعني شيئا واحدا وحيدا لا ثاني له، أنه الخراب.
الواضح أن التربية عندنا كما الصحة، تحتاج إلى طبيب لمداواتها، وعلاج ما فيها من اختلالات عصبية ودموية وكلوية وكبدية وقلبية وتنفسية، وعظمية أيضا، وهي من صناعة الذين يفترض بهم أن يبرمجوا ويمنهجوا ويخططوا ويؤسسوا.
ولدواعي الفهم، لا بد من تفسير المفسر، يوم نذكر أن الصحة لا تكون إلا بطبيب وممرض ودواء، فالتعليم، وليس التربية، لا يكون إلا بمعلم وكتاب ومدرسة، وتكفي نظرة بسيطة إلى وضعية الطبيب والممرض والدواء المستورد لكي نعرف ونعي حجم المصيبة الصحية الكارثية التي حلت منذ مدة طويلة، واستفحلت وتفاقمت في قطاع الطبابة، والتغييرات العجيبة والغريبة والمريبة التي حدثت في قطاع التعليم، تؤكد أمرا جوهريا هو تخريب المستقبل واللعب بعقول الناشئة، وإلا بالله عليكم كيف يجري الطبيب عملية جراحية دقيقة وهو يفكر بإيجار المنزل وقسط السيارة ونفقات الأولاد؟.
ثم تأتي مرادفة السكان بعد الصحة، كما التربية قبل التعليم، وقد خلت أو تكاد مدارسنا من تربية ثم تعليم مختلف غير مضبوط وفوضوي، وإلا لم كان اسمها وزارة التربية الوطنية؟
هم أرادوها وزارة لتربية النشء وتقويمه، وهذه للحق مهمة الأسرة قبل المدرسة، فكان الرجل يدفع ولده فلذة كبده إلى الحكيم/ الإمام/ العالم/ الفقيه..الخ قائلا أدبه وعلمه، أي سبق الأدب العلم والمعرفة، أما وزارتنا فلا أدب ولا معرفة، وفي الصحة كل الظن أن كلمة "السكان" سقطت سهوا في اسم الوزارة، فليس لها أي معنى أو دلالة، سوى تأكيد السمة الماركسية الاشتراكية الشعبية البروليتارية لماهية الصحة، وكأن الصحة كانت خاصة لهؤلاء دون غيرهم، فالأثرياء عندهم ما يكفيهم ويزيد من مراكز صحية ترفيهية، هي أقرب إلى الفنادق السياحية الفاخرة منها إلى مشاف للتداوي والعلاج.
فتصبح أو تضحي، لا فرق، مفردة السكان هنا يتيمة لا تؤدي الغرض المطلوب منها، كما الستينيات والسبعينيات المنقرضة، هذا مع العلم أن الطب للجميع كان شعارا معمولا به وما زال.
والسؤال أي طب هذا، غير الطب على القفا، وفي اللسان العربي كلمة طب تعني سحر.
فالخلل والداء يكمنان إذن في المخطط والمبرمج والمؤسس وليس في التلميذ والطالب أو في الدواء والمريض، فهل وعينا ذلك؟.
سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، فهل سمعوا وأطاعوا مثلنا؟.

 

آخر تعديل على الثلاثاء, 15 آب/أغسطس 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :