wrapper

الأربعاء 08 ماي 2024

مختصرات :

*بقلم: د.كفاح جرار | الجزائر


من يعرف منكم لماذا قرن الله تعالى بين العدل والإحسان، بقوله جل شأنه، إن الله يأمر بالعدل والإحسان؟. فكانت هذه قرينة مثل الصلاة والزكاة، والصدق والصبر.


قال صديقي متحسرا، لو كنت أعلم أني غال وعزيز عند والدي كما هم أبنائي عندي، لقبلت أقدامهما ليل نهار.
تلك حقيقة لا يعرفها إلا من عاشها وجربها، فهل من شك بعد ذلك في قوله تعالى، فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما..؟.
وإذن ليس أشد على الوالد من طلب ابنه الصغير لشيء لا يتجاوز الحاجة، فلا يمكنه تلبية تلك الرغبة الطفولية، لأن فتح أبواب الحرمان يفتح بدوره بوابات الفساد، ومما لا شك فيه رغم ما قيل ويقال على لسان الاقتصاديين والمستشارين والأخصائيين في هذا المضمار، فإن أفضل وسيلة للقضاء على الفساد والإفساد والفسدة، أن تؤدى الحقوق، وتقع المساواة والعدالة، ساعتها إن لم يقنع المرء بنصيبه، فإن المجتمع برمته سيقف له بالمرصاد ويتصدى له ويحاربه.
محاربة الفساد تكون إذن بالعدل والإحسان وأداء الحقوق، وإن غابت هذه الثلاثية أو أحد أركانها، فما من الفساد من مفر، ثم هم يحاولون جهدهم بعدها لمكافحته والقضاء عليه، بالقوانين والتشريعات والزجر والعقوبة، مع أن محاربة الفساد أسهل بكثير من كل ذلك، فقط حققوا العدالة والمساواة وأعطوا للناس حقوقهم ثم انظروا بعدها كيف سيتلاشى الفساد لوحده.
هو موظف كان ينتمي سابقا للطبقة الوسطى، التي اختفت آثارها أو تكاد مع الطفرات الاقتصادية التي عرفتها بلادنا.
صاحبنا الموظف يتقاضى شهريا نحو أربعين ألف دينار جزائري، وهو رب عائلة تتكون من أربعة أشخاص بالإضافة له، ما يعني أنه يعيش شهريا على هذا المبلغ، وهو ما يسميه العامة الشهار.
خلال شهر واحد يذهب ربع المبلغ للكراء والماء والكهرباء، ويذهب معه حوالي خمسة آلاف دينار للخبز والحليب وما شابه، ثم يضاف لكل ذلك حوالي عشرة آلاف دينار للخضروات والفاكهة واللحوم، التي لا تزور بيته إلا مرة كل أسبوع، ومع مصروف الأولاد والقهوة والدخان يتبخر حوالي خمسة آلاف دينار أخرى، فكم تبقى في جيب صاحبنا؟.
هي عشرة آلاف دينار لا غير، تذهب للدواء أو بعض الملابس، وقد تجاهلنا هنا الفليكسي، وأكل المطاعم وحاجيات الأولاد المدرسية وثمن الجريدة اليومية، وهدايا الأعراس والختان وغيرها، ما يعني أن الأربعين ألفا هي ألف لا تؤلفان.
هو حال الطبقة الوسطى التي تعتبر صمام أمن المجتمع، وميزان حرارته والمحافظ على توازنه.
ورغم ذلك اشترى صاحبنا سيارة كليو بالتقسيط المريح، ويلبس شهريا بنطالا جديدا مع قميص لا غبار عليه، ويشتري لزوجته هدية معقولة، ولكل ولد في البيت هاتفه النقال، ومصروفه اليومي المعقول، مع مبالغ تذهب للحلاق والبقلاوة وقلب اللوز والموز والجوز...إلخ، فمن أين نبعت هذه الأموال؟.

 

آخر تعديل على الجمعة, 28 تموز/يوليو 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :